اشهار كتاب "تاريخ المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني"
المدينة نيوز :- احتفت مؤسسة عبدالحميد شومان بإشهار كتاب "تاريخ المرأة الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني" للكاتبة حنان عسلي شهابي مساء امس الاثنين في قاعة منتدى عبدالحميد شومان الثقافي.
ولفتت الكاتبة شهابي، إلى أن التاريخ والمؤرخين قصروا في إعطاء المرأة الفلسطينية حقها من الاهتمام خلال فترة الانتداب البريطاني، مشيرة إلى أن المؤرخين تتبعوا "تاريخ الرجل الفلسطيني ولم يكن للمرأة فيه نصيب يذكر".
وبينت شهابي خلال حفل الإشهار الذي أداره مستشار المؤسسة الدكتور أمين محمود وشارك فيه كل من الدكتورة حنان إبراهيم والدكتور إبراهيم عثمان، أن هذا الإهمال هو ما دفعها إلى العمل على متابعة نشاطات المرأة الفلسطينية وتسجيلها، والعودة إلى روايات المرأة وتجاربها لتوثيقها، حتى لا يضيع جزء مهم من تاريخ فلسطين.
وعرضت العوامل التي ساهمت بالتغيير في فلسطين في بداية القرن العشرين، وأهمها، النهضة الثقافية في مصر التي تجلت بالدعوة إلى تحرير المرأة وتعليمها، إضافة إلى دور الإرساليات الأوروبية في إحداث التغيير، ما أدى إلى بروز بوادر نهضة نسائية في المدن في مجالات متعددة وعلى مختلف الأصعدة الاجتماعية والتعليمية والثقافية والسياسية وغيرها، وظهرت نساء عظيمات جديرات بالتقدير والاعجاب.
وبينت أن تأليف الجمعيات النسائية كان أول بوادر تحرك المرأة، حيث بدأت في الظهور في مطلع القرن العشرين، لافتة إلى أن أول جمعية خيرية نسائية ظهرت في عكا العام 1903وهي جمعية " إغاثة المسكين الأرثوذكسية" برئاسة نبيهة منسى.
وعرضت شهابي أسماء العديد من النساء اللواتي شاركن في تأسيس الجمعيات وكان لهن الفضل في استمرارها ونجاحها، ومنهن زليخة الشهابي واديل عازر وعندليب العمد وكاترين سكسك وعصام الحسيني وغيرهن، مشيرة إلى ان أول مؤتمر نسائي فلسطيني عقد في 26 تشرين الأول عام 1929 في منزل طرب عبد الهادي، والذي دعا إلى إنشاء حكومة وحدة وطنية والاحتجاج على وعد بلفور والهجرة اليهودية، مؤشرا على دخول المرأة الى المعترك السياسي.
وتتبعت الباحثة تاريخ ظهور الجمعيات النسائية، كان أولها جمعية النساء العربيات التي أعلنت متيل مغنم ولادتها، مؤكدة الدور المهم للمرأة الريفية في مقاومة الانجليز، مثل تمكين الثوار من الاندماج في سكان الريف، والمشاركة في المقاومة المسلحة والتدريب على استعمال السلاح، والتبرع بالمال وحماية الثوار وامدادهم بالسلاح بعد تهريبه لهم بطرق شتى.
ولفتت إلى أن الانجليز قصروا تقصيرا واضحا في بناء المؤسسات التعليمية والمدارس، وكانت الامية بين البنات عام 1937 تشكل حوالي 93 بالمئة إلا ان عددا من الارساليات الأجنبية قامت بفتح العديد من المدارس للبنات.
وأكدت الدكتور إبراهيم، أن الكتاب يشكل مرجعا معلوماتيا مهما حول خصوصية النهضة النسائية في فلسطين من حيث نشأتها وكفاحها ومنجزاتها ورائداتها والمعوقات التي اعترضت طريقها.
وبينت أن الكتاب يحفز على إجراء المزيد من الدراسات التي تهدف الى التقصي والتحليل لربط الماضي بالحاضر ولفهم الحاضر على ضوء الماضي، لافتة أن النجاحات والاخفاقات الراهنة، سواء في الحركات التحررية للأوطان او التحررية للنساء، لا يمكن فهمها وسبر غورها الا من خلال فهم سيرة هذه الحركات وما قدمته وما لم تقدمه عبر تاريخ تطورها والذي لا ينفصل عن السياق.
وقالت إن الكتاب يثير الشهية لاجراء بدراسات مقارنة جادة ما بين الحركة النسوية في فلسطين ومسيرتها الثقافية والاجتماعية والسياسية ومسيرة غيرها من الحركات النسوية في عدد من البلدان العربية، لرصد أوجه الشبه والاختلاف.
وأكد الدكتور عثمان :"أهمية الكتاب كونه يتناول النشاطات النسائية في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني،مبينا ان الكتاب ابرز العقلية المتفتحة للنساء في تلك الفترة".
--(بترا)