AL QUDS UNIVERSITY
آثار القدس تستضيف كاتب حارة اليهود في القدس
القدس- احتضن مسرح كلية هند الحسيني ندوة تعريفية عقدتها وحدة دراسات القدس للتعرف على كتاب (حارة اليهود في القدس بين الحقائق والتضليل) ل د. عدنان عبد الرازق المنشور لدى دار الرمال للنشر في نقوسيا، وذلك بحضور جمهور واسع من المهتمين والمثقفين والمتخصصين في شؤون القدس الاثارية التاريخية والسياسية، ومن بينهم وزير القدس ومحافظها المهندس عدنان الحسيني، ورئيس جامعة القدس أ.د. سري نسيبة ومدير وحدة دراسات آثار القدس د. هاني نور الدين وعدد من أصدقاء وحدة دراسات اثار القدس، وطلاب ماجستير دراسات مقدسية.
استهل د. نور الدين الجلسة بالترحيب بالحضور ومؤلف الكتاب د. عدنان عبد الرازق، متحدثا بنبذة قصيرة عن حياته فهو حاصل على درجة الدكتوراه في الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع من جامعة ماتشغان في الولايات المتحدة الامريكية، وعمل في الامم المتحدة كموظف في الشؤون السياسية. وموظف في الشؤون المدنية لدى الامم المتحدة في يوغسلافيا، وعمل كمحاضر في الجامعة العبرية وجامعة بيت لحم وكلية دار الطفل، ويدير حاليا مشروع حول المخطوطات العربية التاريخية في القدس، وفي رصيده العديد من الكتب والمقالات العلمية المنشورة فيما يخص تاريخ القدس وفلسطين.
ومن جهته تحدث د. عبد الرزاق عن موضوع كتابه وناقشه مع الحضور، وكان فحوى الكتاب تسليط الضوء على حارة اليهود، إذ منذ احتلال القدس الشريف عام 1967 قامت وتقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلية بتغيير مبرمج للبنية الجغرافية والديموغرافية للقدس وتعمل على تهويد المدينة واعطائها الصبغة اليهودية الخاصة مستثنية الآخرين وخاصة في البلدة القديمة وحارة اليهود بالذات. ان الممارسات الاسرائيلية في البلدة القديمة لا تترك مجالاً للشك بان هدفها الغاء التعدديات الحضارية والثقافية للمدينة، وكأن فرض الطابع اليهودي سيعتبر استمراراً لعهد داوود وسليمان وان إبعاد اليهود عن المدينة وهدم المعالم اليهودية على امتداد 500 عام خلال الحقبتين الرومانية والبيزنطية والسيطرة الصليبية على امتداد ما يقارب 100 عام لم يحدث ولم يلغ الكثير من الطابع اليهودي في المدينة، وان الوجود والسيطرة الاسلامية على المدينة لاكثر من 1100 عام لا معنى ولا اثر له ولا لتراثه المتجذر في المدينة. وان مساجد المدينة ومآذنها وزواياها وتراثها الاسلامي وكذلك كنائسها واديرتها وتراثها المسيحي لا وجود ولا اعتبار لهم امام اعادة فرض الطابع اليهودي غير المتعارف عليه أصلاً بين اليهود انفسهم.
وأضاف عبد الرزاق تهدف هذه الدراسة إلى توثيق هذا التوسع الاستيطاني، وبالذات توثيق تاريخي وميداني للوجود اليهودي في القدس العتيقة ولهوية وملكية العقارات والمساحات التي امتدت إليها حارة اليهود المبتدعة وخصوصًا داخل حارة الشرف وحارات أخرى باتجاه الشرق والشمال . ومما يعزز ضرورة إجراء هذه الدراسة قيام سلطات الاحتلال منذ مطلع عام 2009 بإصدار وثائق ملكية (طابو) لعقارات عربية داخل الحارة الموسعة لصالح المستوطنين اليهود الجدد خلافاً للقوانين وأعراف تسجيل العقارات في معظم دول العالم بما في ذلك إسرائيل.
وفي ذات السياق تطرق د. عبد الرزاق للحديث عن تفاصيل عرض الكتاب فهو يتكون من جزأين (بابين) من الابحاث المترابطة. فالجزء الاول يحتوي على البحث في المصادر العلمية وعرض الادلة ذات الصلة بالواقع التاريخي والسياسي، ويتضمن الوجود اليهودي في القدس عبر الحقب التاريخية المختلفة، ووضع حارة اليهود واماكنهم المقدسة خلال العصور المختلفة بما في ذلك منذ احتلال القدس عام 1967 والى يومنا هذا؛ أما الجزء الثاني فيتضمن الحقائق على الارض والادلة الموثقة ميدانياً وتشمل لوائح وسجلات للعقارات وهويتها ضمن منطقة حارة اليهود الموسعة (المحتلة) وكذلك صورا ميدانية وصورا جوية وخرائط وثائقية.