ADDUSTOUR
Jerusalemites
حازم نسيبة يوقع كتاب - "ذكريات مقدسية حية
الدستور ـ إلياس محمد سعيد
نظَّمتْ مكتبة البستان ومنتدى بيت المقدس مساء أول أمس حفل توقيع كتاب "ذكريات مقدسية حية" لمؤلفه وزير الخارجية الأسبق د. حازم نسيبة ، وهو كتاب صدر هذا العام عن دار رمال للنشر في قبرص باللغة الإنجليزية ، وبعنوان "Jerusalemites: A living Memory"
طوال مسيرة د. نسيبة بوصفه دبلوماسياً وسياسياً لامعاً ، ظل الحنين إلى القدس ، وهي المدينة التي ولد فيها ، حاضراً بقوة في نفسه ، ويقول في هذا السياق إنّ "معالم القدس التي عشتها ظلت تلازمني طوال حياتي ، وحيثما حللت وارتحلتُ وأينما حللتُ". وها هو د. نسيبة يتناول في الكتاب سيرة حياته "على امتداد عقود طويلة" ، ويحكي كيف نشأ في فلسطين أيام الانتداب البريطانيّ ، ثم يستحضر الآلام التي ألحًقتْ بالفلسطينيين جراء اختلاق دولة إسرائيل. يصف كذلك د. نسيبة كيف كرَّس حياته المهنية لخدمة الشعب الفلسطينيّ ، وتطلعاته لاستعادة حقوقه الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك ، يقدم د. نسية لقارئه حكايات لبعض من الأحداث الرئيسية في التاريخين العربيّ والدوليّ المعاصرين. لكن لماذا صدر الكتاب باللغة الإنجليزية ، وقد اكتظت المكتبات العالمية بعدد هائل من الكتب حول المواضيع ذاتها؟ يجيب د. حازم نسيبة عن هذا السؤال بقوله إنّ تلك الكتب كانت "في معظمها كتباً وضعها العدوّ الصهيونيّ ومؤازروه": فهو إذن يرى أنّ هناك محاولات تنطوي عليها تلك الكتب ، وتهدف إلى "طمس ، أو تبرير الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق شعب فلسطين" ، كما يقول قبل أنْ يضيف أنّ هذا الشعب الفلسطينيّ هو "صاحب الوطن والأرض منذ فجر التاريخ".
أكثر ما يفزع د. نسيبة بما يتعلق بالقدس التي يحتفي العالَم العربيّ هذا العامَ بها عاصمة للثقافة العربية هو "أنْ تضيع صورة الحياة العربية المقدسية بمضيّ مَنْ عاشوها ولم يتبقَّ منهم سوى القلة" ، كما يقول. وهو يدرك أيضاً أنّ القدس ليستْ حاضرة في ذاكرة "الأجيال الجديدة" التي يعتبر معرفتها منحصرة في القدس الشرقية ، ويصف تلك المعرفة بأنها قليلة ، وجود "تسليم عالميّ" بيهودية "القدس الغربية". لذلك نرى هذا الإنسان المقدسيّ يؤكد وجوب أنْ نذكًّر "العالَم الخارجيّ بأنّ البيوت والمنازل والمرافق التي يسكنها ويستغلها الإسرائيليون في القدس الكبرى هي ملك عربيّ ومغتصَب". يتناول الكتاب أيضاً "وحدة فلسطين والأردن ضمن المملكة الأردنية الهاشمية". بالإضافة إلى ذلك ، سيطلع القارئ على بعض من "الأمور المثيرة" ، ومن بينها تحذير المؤلًّف وزيرَ الخارجية الأميركية "قبل نيف واربعين عاماً من برنامج إسرائيل في تطوير السلاح النووي وأخطاره على المنطقة والعالم".
يتوقع أنْ يصدر الكتاب باللغة العربية في "المستقبل القريب" ، وذلك عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت.