أخبرنا العِلم بعدد السنين التي يقضيها الإنسان نائماً، ويقال إنها تساوي ثلث عمر الواحد منا. لكنّ أحداً لم يخبرنا بعدد المرات التي تصمّ فيها آذاننا بزمامير السيارات خلفنا أو تلك المتوقفة أمامنا! ولا نعلم عدد السنين التي نضيعها من عمرنا ونحن منتظرون، أو زاحفون زحف السلحفاة، في طوابير السيارات على طرقات المدينة أو على الأتوستراد. فالأمر يعتمد على المدينة. عندما كنتُ مقيماً في برلين مثلاً، لم أعرف صوت زمّور سيارة العائلة إلا بعد مرور سنتين على اقتنائها، وفقط عندما طلبت من ابني قيس، تشغيله فقط كي أعرف صوته أو لحنه!