ALHAYA
"غزة اليتيمة " كتاب يحاكي الجانب الإنساني في العدوان الأخير
العدوان الأخير على غزة خلف كثير من الدمار والدماء والأشلاء, وهذا ما رصدته كاميرات وأقلام الإعلاميين على المستويين المحلي والدولي, إلا أن هناك جانبا ربما كان مستثنيا في تغطية العدوان الإعلامية الجبارة التي حظي بها, ألا وهو الجانب الإنساني للأحداث وما ورائها وما سيتبعها, وهذا ما حاولت رصده في كتابي الذي حمل عنوان " غزة اليتمية ", عبر توثيق مجموعة من القصص التي أفرزها العدوان بهذه الكلمات بدأ الكاتب والروائي محمود جودة الذي لا زال يسكن في المخيم الذي حمل اسم بلدته الأصلية "أسدود" برفح عن المحفزات التي دفعته لكتابة "غزة اليتيمة".
ويقول جودة "غزة اليتمية كتاب يضم 27 قصة قصيرة لحكايات إنسانية خلفها العدوان ترصد الأفكار والأحزان والضحكات, ويغوص في الجانب النفسي ليحاكي الإنسانية من خلال توثيق تلك القصص وهو جانب يتم إغفاله كثيرا رغم انه يتربع على عرش الخطاب الإعلامي للعالم،ومنها قصص أثناء العدوان " أبرزها "العشر الأخيرة " والتي أخذت موقعها على الغلاف الخلفي للكتاب, واختارها الفنان المصري عبد العزيز مخيون والمخرج حاتم تاج لتمثيلها في فيلم تسجلي, وتسرد قصة البلاغ الإسرائيلي بإفراغ البيت قبل قصفه, وحالة التيه التي يفرضها الموقف والحيرة التي تنتاب صاحب البيت ما بين أن يختار أن يترك كل ذكرياته وأحلامه ودفاتره القديمة التي تحمل ذكرياته الورقية من صور والعينية من أشياء تعني له الكثير, وهذه الدهشة التي تلحق به وكأنها تخيره بين فقدان كل تاريخه بلحظة ويموت ألف مرة كل يوم, أو أن يتأخر في التفكير ولا يغادر البيت فيموت مرة واحدة.
ونشر الكتاب قصة منفردة, حيث تكفلت بطباعته ونشره شركة منشورات الرمال القبرصية والتي تبنت الكتاب ونشره وترجمته إلى أكثر من لغة وتوزيعه في بعض الدول العربية وفي أوروبا, بعد أن حاز على إعجاب مديرة شركة النشر وأصلها فلسطينية أيضا فور قراءتها لبعض القصص التي يحتويها الكتاب والتي حصلت عليها من أحدى صديقاتها والتي أصرت على فتح باب للتواصل لتقديم كتابه للعالم, كما هو الحال لدى الأستاذ حلمي أبو طه الذي استضاف الكتاب والصحفيين في صالونه الثقافي برفح, لتعريفهم بالكاتب جودة, معربا عن مدى دعمه للكاتب جودة, داعيا الجميع من جهات مسؤولة ومجتمعية لدعم قدرات شبابا ومواهبهم حتى لا نجد من يوثق تاريخنا شعرا وفنا وتأريخا, كما هو الحال في المجموعة القصصية التي تحمل اسم "غزة اليتمية "،
غزة - الحياة الثقافية - نادر القصير